Monday 6 August 2018

مجرزة الحمراء بولاية القضارف بين الهوسا و عرب اللحوين و غياب الحقائق



حمراء ونار حمراء  بقلم
باش مهندس  محمد ثالث
البدء أترحم على أرواح الضحايا جميعا ، وأتقدم بالتعازي الصادقة لذويهم والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين كافة وأن تعود مياه الرشد والعقل إلى مجاريها من أجل حياة مستقرة وجوار آمن. ولولا الضرورات اللغوية والتوضيحية كنت حذفت كلمة جميع.. وكافة.. ولألغيت الفرق بين مزارع وراعي وهوسا وجواميس.. فالإنسان عندي كله إنسان
أما بعد ، فقد لاحظت ورود معلومات خطيرة - على صغرها - عن الأحداث ، لكونها غير صحيحة و (لِيَكُنْ) تعقيبي على أخطرها شاملا لكلها ، وذلك أن ما ورد في عمود الخميس 26/7 (بصحيفة ألوان) كلام غريب أن يصدر من أي (إعلامي ، أو إسلامي ، أو مثقف) حقيقي كما يُفترض أن يُوصَف كاتب المقال (الأستاذ حسين خوجلي) ، إذ كان المقال تضليلا للقراء بحجب الحقائق عن مشكلة قرية الحمراء، وتحريضاً على العنف بتعبئة فئة ضد أخرى. وذلك بانتقاء نقاط من الأحداث و تجاهل أصل المشكلة وتأريخها بل والكذب الصراح بشأنها وشأن من بدأ الإعتداء في العنف الأخير (الإثنين 23/7 والثلاثاء 24/7) بين مزارعين من قبيلة الهوسا ورعاة من قبيلة الجواميس اللحويين.
تاريخ المشكلة:
ظل المزارعون يتوارثون تلك الأراضي منذ أكثر من مئة عام، مسجلة بالمستندات التي ظلوا يجددونها على الدوام.. وعاشوا في أمان يمارسون الزراعة كمصدر رزقهم حتى جاء عام 2017م وطلبت مجموعات من عرب الجواميس أرضا للسكن في محلية القلابات الشرقية ، وبلغ ذلك مسامع المزارعين فهرعوا إلى ناظر العرب (نصر الدين) في المنطقة ينبهونه بمخاوفهم من احتكاكات غالبا ما تحدث بين الرعاة والمزارعين فقام (أي الناظر) بإرسال خطابات لجميع الجهات المعنية بالولاية بعدم تأييده وباستحالة موافقته على (إنزال رعاة في أراضي مزارعين صغار) وذلك درءا للفتنة وما تجلبه من مشاكل ودماء ومحاكم بحسب تعبيره.. لكن الغريب أن قام نفس الناظر (بابتلاع) رؤيته وقام هو بإنزال الرعاة في أراضي المزراعين المسجلة بأسمائهم .. فنظم المزارعون إحتجاجا وَعَدَ بسببه (مديرا) الشرطة والامن بالمحلية ووكيل النيابة ، وعدوا بحل المشكلة فورا (24 ساعة) ،لكن يحدث أي حل ، بل تفاجأ المزارعون بإعتقالات الأجهزة الأمنية لهم واخبارهم بعدم التعرض (للعرب) فهم سودانيون بتعبير القوات الأمنية وتساءل المتحدث عن المزراعين مستنكرا بقوله: "وكأننا لسنا سودانيين" بل سودانيون يزيدون – في هذا الموقف – للشعر بيتاً بامتلاك الأرض بمستنداتها، ومساهمتهم في سوق العمل والإقتصاد المحلي والقومي بطرق شرعية ألا وهي الزراعة وما يتعلق بها طوال أكثر من مئة عام.
إذا أردت أن تقتل موضوعا فكوِّنْ له لجنة:
بعد ذلك ذهب وفد المزارعين (للناظر) مستغربين ومستفسرين عن سر ذلك التراجع في موقفه وليس ثمة رد يليق وليس ثمة حل.. وكانت تلك بداية مسلسل التلكؤ والتسويف الذي حفيت له أقدام المزارعين، فبعد حالة اللاحل من الناظر ، بدؤا يستعينون مرة بنائب الدائرة ومرة بمحامي ومستشار قانوني ومرة بوزير التخطيط العمراني ومرة بسلطان المساليت، استعان المزارعون بكل هؤلاء الرجال وغيرهم ليطرقوا جميع أبواب الوزارات ويوضحوا أصل المشكلة للمسؤولين تنفذيين وتشريعيين وإدارات أهلية، بحثا عن حل عاجل، خاصة و أن مواعيد الزراعة تطرق الأبواب بشدة في وقت لا تزال أزمة الوقود حاضرة. وقد شملت المقابلات وزيارة المؤسسات مكاتب كل من المعتمد ووزير الزراعة "نائب الوالي" ، ووزيرالتخطيط العمراني ، ووزير الثروة الحيوانية ورئيس المجلس التشريعي ورئيس المؤتمر الوطني بالمنطقة ووالي الولاية وحتى الناظر نفسه مرة بعد أخرى .. وحدثت حوالي إحدى عشرة محاولة بحث عن حل بين مقابلة مسؤول وتكوين لجنةٍ تَعِدُ بزيارة ميدانية وتقديم حل ولكن لم تتم زيارة ميدانية واحدة ولم يتم تقديم حل واحد خلال كل هذه المقابلات وخلال كل تلك الفترة منذ (عام 2017م) حتى منتصف نهار يوم بداية الأحداث (23-7-2018م)
داية الأحداث المؤسفة:
كان المزارعون منتظرين زيارة وعد بها مسؤولون لتقييم الوضع وتقديم حل ، تلك الزيارة الموعودة بل الموؤودة (إذ لم تر النور مثلما لم تره سابقاتها) وذلك حتى الساعة (1 ظ) وبينما هم في الانتظار فإذا بمجموعة من الرعاة حوالي (150 رجلا) يعتدون على 3 مزارعين حوالي الساعة (2 ظ) ، قذفا بالحجارة وإيقافا لآليات الزراعة وإعتداء بالضرب حتى أصيب أحد الثلاثة بإصابات بالغة.. إتصل بعض الأهالي (بممثل المزارعين) في هلع يخبرونه بما حدث، وحتى تلك اللحظة تمالك أنفسه بشدة ووصى بإسعاف المصاب وبَدْءِ إجراءات (أورنيك-8 وتبليغ الشرطة). وأرسل المزراعون فردا على دراجة نارية (موتر) لاستطلاع الأمر ولقيه المعتدون من الرعاة واعتدوا عليه وانتزعوا (الموتر) ولما بلغ المزارعين الخبر عجزوا عن الإحتمال فبدأوا برد العدوان وكان الوقت (عصرا) وحدث الهرج والمرج ونتج عن ذلك قتلي (من الجانبين) حتى يوم الثلاثاء (24-7-2018م)
دور القوات الحكومية في فض النزاع:
إلى ذلك ورغم تدخل القوات الحكومية وتواجدها من أجل وقف الأحداث ومحاصرة الفتنة إلا أنه هو ومع تنفيذ الجزء المتعلق بمنع المزارعين من التحرك فقد كان المؤسف أن الجزء المنعلق بوقف الرعاة لم يتم سريعا قظلت يد المعتدين من الرعاة مطلقة لفترة اطول خلال يوم الثلاثاء، تعيث حرقاً للكنابي واعتداءً على كل مزارع وانفلت الأعتداء ليشمل كل هوساوي يصادفونه بل انفلت ليطال كل أسود (أو ذي سحنة مشابهة يصادفونه).. وفاقم الأوضاع السماح غير المتوقع وغير المفترض بالدخول لثلاثين عربة تحمل أقاربا للرعاة من خارج المنطقة ، ودون تفتيشهم ، وبينما كانت حجتهم تقديم واجب العزاء ، فما إن دخلوا للمنطقة حتى صرحوا بعدم نيتهم الخروج قبل الثأر لاقربائهم من الضحايا ، أقرباءهم الذين بدأو الإعتداء كما يشهد حتى المضلل (حسين خوجلي) نفسه دون أن يدري أو يدري ولا يريد لقارئه أن ينتبه إلى ان (العصر في نفس اليوم يلي الظهر وليس العكس) .. فقد أشار في عموده إلى حدوث إعتداءات للمزراعين بحق الرعاة (عصرا) والمعروف لكل موجود في المنطقة (خاصة اللجنة التي وعدت بزيارة ميداني

No comments:

Post a Comment